IRENE LÓPEZ DE CASTRO

عنوان العمل الفني: Konimba (2022)

التقنية: بوغولان (حصيلة الطين). صبغة طبيعية من شجرة نغالاما وطين من مالي.

سيرة ذاتية
سردية

إيرين لوبيز دي كاسترو (مدريد، 1967) حاصلة على الإجازة في الفنون الجميلة من جامعة كومبلوتنسي في مدريد. بصفتها رسامة تحظى بمسيرة فنية دولية، سافرت معارضها إلى مدن مثل باريس، وبياريتز، ومدريد، وبرشلونة، والبندقية، وميلانو، وفيرونا، وسيراكوز، ولندن، وسيول.

تعتبر لوحاتها ثمرة تجربة امتدت على مدى عقدين من الأسفار عبر الهند وإفريقيا، وتتمحور مواضيعها حول منطقة الساحل وخاصة مالي، البلد الذي حدد تطورها الشخصي والمهني منذ زيارتها الأولى له في سنة 1989. ألفت كتاب “ذكريات نهر النيجر، حلم تمبوكتو” الذي تُرجم إلى الإنجليزية تحت اسم Memories of the Niger River, the dream of Timbuktu.

استضاف متحف مالي الوطني في باماكو معرضها “Au coeur du Mali“، الذي نظمته السفارة الإسبانية والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية AECID، وبعد سنة سافر هذا المعرض إلى فلورنسا. عُرضت مجموعتها الفنية منطقة الساحل ونساء من تمبوكتو في متحف الفنون الجميلة بقرطبة (2019)، وفي Reial Cercle Artistic ببرشلونة (2020)، وفي البيت العربي بمدريد (2021).

بما أنها مفوّضة المعارض الفردية حول الفن الإفريقي في بوغولان (mud-cloth أو “الصباغة الفنية الطينية”)، فقد خصصت النسخ الأولى منها لمجموعة “بوغولان كاسوبان” في بلد الوليد ومدريد، وخصصت آخر نسخة لموضوع النساء تحت عنوان “إرث بوغولانفيني، تراث نساء مالي” في “البيت الإفريقي Casa África“، وفي لاس بالماس بجزيرة كاناريا الكبرى.

www.irenelopezdecastro.com

الإلهام

بمجرد استلامي للنموذج الذي عهد إلي به مانويل فرنانديز، وقعت تحت تأثير تصميمه وطابعه العابر للأزمان. لقد فكرت في أزياء الصيادين بمالي وفي حرب النجوم:  الماضي والمستقبل في انتظار حاضرٍ على شكل لمسات من الفرشاة…

Art-Ándalus هي مجموعة مصممة لإفريقيا، مهد الإنسانية. ليس هناك ما هو أفضل من رسمها هناك؛ بالتراب والنباتات الإفريقية وباستخدام تقنية جد خاصة: البوغولان أو “الصباغة الفنية الطينية”، والتي بدأت العمل بها سنة 1990 بفضل أصدقائي من مالي. منذ سنة 2019، عدت إلى إدراجها من جديد في لوحاتي، من خلال إدماجها مع تقنيتي التصويرية الخاصة.

في منتصف أكتوبر، سافرت إلى باماكو في مالي لرسم هذا اللباس بالتعاون مع سليمان غورو، أحد أعضاء مجموعة كاسوبان الأسطورية. هؤلاء الذين يقولون إن بوغولان هو أمر يهم الجميع، ويُشكّل جزءاً من ثقافة كاملة مرتبطة بالأرض؛ يبدأ منذ وقت زراعة القطن، وحصاده، وغزله، وحياكته، ويستمر مع عملية التلوين المضنية. يُصبغ بنوع من الحبر النباتي الغني بالعفص، والذي يتفاعل مع الطين المحلي الغني بالحديد، حيث يُضفي مزيداً من القتامة على القماش المصبوغ مع كل خط. كانت نساء البامانان رائدات هذا الفن، وتم تناقل تقنيته ورمزيته (لغة أنثوية سرية) من جيل إلى جيل.

في هذه الحالة، يكون الإلهام والتقنية مرتبطين بشكل وثيق. عندما تأملت لباس مانويل الذي صُبغ حديثاً بلون مَغْري لشجرة نغالاما، رأيت بوضوح من بين جميع الاحتمالات وجه امرأة شابة، بين القلب ورحم الأم، على مستوى الضفيرة البطنية. وجه بسيط مفعم بالبراءة والجمال والأمل. رسم تشخيصي واحد، أرفقته فيما بعد ببعض اللمسات التجريدية، على شكل رموز بوغولانفيني، مثل ما يسمى “ Suraka taa siraآثار الجمل في الصحراء“. مع كل عملية غسل، تنطمس الرموز الطينية، ويتطلب الأمر إعادة صباغتها وتخطيطها. كل شيء هناك يكلف الكثير من العمل، مع ذلك، فإنه يحتفظ بسحر ما هو بطيء. إن عالمنا الغربي يسير بسرعة كبيرة، وإذا كنا لا نعرف كيفية الانتظار، كيف يمكننا أن نحظى بالأمل؟

تعتبر ممارسة البوغولان بمثابة تأمّل. إنها تدعو للصمت والإنصات للطبيعة، وتُوقِف حركية العقل. في أول الأمر، فكرت في رسم أشكال النساء اللاتي تغسلن على ضفاف نهر النيجر وهن يرتدين التنورة، لكن لا… فمسار العمل لا يقبل المزيد من الخطوط. وعلى الرغم من الفراغ الظاهر، فإن الحبر المَغْري والحبر الرمادي يملآن المساحة بأكملها.

هذا العمل يحمل اسم “Konimba، تكريماً لمعلّمات فن البوغولانفيني.

Photo: Luis Malibrán