هاجر المستعصم هي فنانة مغربية متعددة التخصصات، ولدت في مراكش سنة 1993 وتعيش وتعمل في طنجة. بفعل شغفها بالفن والإبداع، اختارت متابعة طموحها الفني من خلال الدراسة في المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان. هاجر هي ثمرة ثقافة مزدوجة؛ ثقافة شابة مغربية متجذرة في التقاليد الغنية والمتنوعة للمدينة الحمراء، وثقافة استمدتها من تكوينها الفني عبر المعارف واللقاءات المكتسبة.

تُعدّ هاجر مدافعة قوية عن حقوق المرأة، وتعكس هذه القضية في أعمالها. في سنة 1896، قالت الناشطة الأمريكية في مجال حقوق المرأة سوزان ب. أنطوني: “لقد ساهمت الدراجة في تحرير المرأة أكثر من أي شيء آخر في العالم. وأنا يغمرني السرور كلما رأيت امرأة على متن دراجة”. قررت الفنانة تجسيد هذه الفكرة في أعمالها، حيث استمدت الإلهام من سياقها ومن النساء اللواتي كنّ يملأن شوارع المدينة في صباها. منذ سنوات عديدة، من الطبيعي جدا رؤية النساء يمتطين الدراجات الهوائية أو النارية في مراكش، سواء للذهاب للعمل أو الدراسة أو لممارسة الهوايات أو الأنشطة الرياضية.

في الوقت الحالي، تعتبر الدراجة أحد العناصر الرئيسية في التحول البيئي، بدعم من العديد من المدافعات عن حقوق المرأة، لذلك تُدمج هاجر مجموعة متنوعة من قطع الدراجات المُعاد تدويرها بهدف إثراء أعمالها ومنح حياة ثانية لمواد مختلفة مثل الإطارات والعجلات والنحاس والحديد… وهي تستخدم تقنيات جد متنوعة: الرسم والصباغة والكولاج والمِلوَق والنقش والتصوير الفوتوغرافي والفن الرقمي. عُرضت أعمالها في المغرب في العديد من المؤسسات وفعاليات الفن المعاصر، وجعلها هذا التألق تحظى بشكل مُستحقّ بالميدالية الفضية من أكاديمية باريس للفنون والعلوم والآداب.